عدد الرسائل : 304 البلد : ام الدنيا العمل : عالمة الطلاب المزاج : زي الفل البلد : مزاجى : نقاط : 622 تاريخ التسجيل : 17/06/2008
موضوع: نوادر زينات مع التاكسيات الثلاثاء سبتمبر 22, 2009 10:04 pm
http://www.egycrazy.com/vb http://www.egycrazy.com/vb أن تعيش في القاهرة وتتعرف على أهلها وسماحتهم وبساطتهم الجميلة شيء رائع، ولكن أن تركب تاكسي أهو ده بقى اللي مش رائع أبدا لأنك بمنتهى البساطة إما إنك تركب مع سائق تاكسي ويطلع ابن ناس ومحترم بس حكم عليه الزمن بالسواقة عشان يكفي مصاريف العيال، وبمنتهي الصراحة هتلاقي الفئة دي منهم في منتهي الذوق في التعامل، وإما إنك تركب مع واحد ابن كار السواقة نفسها وتسمع لك شوية ألفاظ مما لذ وطاب ممكن تكون عمرك ما اتعرفت عليها، وطبعا سعادة البيه بيفضل طول الطريق يتخانق مع كل حاجة، لو الإشارة قفلت عليه ينفخ ويشتم ويشيلك الذنب وكأنك إنت المسئول، ولو لقاك ساكت يبدأ يشتم في البلد واللي فيها و..و..و..و، وإنت طبعا مضطر تسكت، بصراحة أحيانا بابقى متغاظة قوي منهم فباضطر أرد ويمكن لحسن حظي إني باتقن اللهجتين المصرية والفلسطينية لأنه طبعا لو اكتشف إني فلسطينية هيخرب بيتي، ولو كان المشوار بجنيه هيبقى بعشرة..
أنا ساكنة في السيدة زينب جنب دار الهلال في منطقة باشعر كتير فيها بعبق التاريخ الحقيقي لمصر، وكل يوم الصبح باخد تاكسي من أمام البيت لمكان شغلي في الدقي.. المسافة بسيطة جدا لا تحتاج أكثر من عشر دقائق، طبعا لما يكون الطريق فاضي، لكن بما إني هاعدي من شارع مجلس الأمة وده طبعا فيه وجنبه وتحته وفوقه وعن يمينه وعن شماله وزارات كتيرة قوي بيضطر التاكسي يقف فترة كبيرة، وخاصة وقت الصبح أو ساعة خروج الموظفين، يعني يا ويلك يا ظلام ليلك يا اللي هتعدي في هذا التوقيت..
المهم في أحد الأيام ركبت التاكسي كعادتي صباحا ذاهبة لمكان عملي، وكان السائق راجل كبييييييييير قوي في السن، وفضل طول الطريق يحكي لي عن الحياة الصعبة وعن ظروفه وظروف عياله ومراته.. طبعا أنا أصلا استغربت إن مراته لسه عايشة، المهم ما علينا ربنا يخليها له لو عايشة بجد، وسألني هو حضرتك بتشتغلي إيه يا مدام "اتغظت منه عاوزة أقول له عانسة من فضلك قصدي آنسة.. الألف سقطت سهوا" سكت شوية هاقول له إيه بقى صحفية ولا كاتبة ولا باحثة؟ لو قلت أي حاجة منهم ممكن يفتكرني مليونيرة ماهو أصله مايعرفش إن مهنة الكتابة الأيام دي ما بتأكلش عيش، وأنا طبعا مش هاكذب ع العموم لاقيته بيقول لي هو حضرتك سرحت ولا إيه يا مدام؟ "تااااااني مدااااام طيب يا رب يا جدو" -طبعا ده كله في سري- لا أبدا هو فيه حاجة؟..
كنت باسأل حضرتك بتشتغلي فين؟
أيوه باشتغل في الكتابة..
ازاي دي بقي هي الكتابة عملوا فيها شغل كمان؟ لا حول ولا قوة إلا بالله؟؟
أيوه..
يبدو إني صعبت عليه تلاقية عارف ظروف اللي بيكتبوا الأيام دي، وبعدين سألني تاني طيب وحضرتك عندك أولاد؟..
قلت: لأ لسه..
إن شاء الله ربنا يرزقك شكلك طيبة وبنت حلال..
قلت في سري: مش لما أجيب أبوهم الأول أبقى أجيبهم.. ما علينا هاعديها هو أنا هلاقيها منك ولا من البيت؟ ماما تقول لي إنت مش عاجبك حد، وإنت عاوز تطمّن عندي عيال ولا لسه؟
معلش يا مدام أنا أم العيال عندي اتعوقت شوية برضه في أول جوازنا بس الحمد لله ربنا فتحها علينا قوي دلوقتي.. معانا تسع عيااااااااااااا ال..
يالهووووووووووو وووووي أهو دلوقتي بجد كنت هاعيط.. إيه ده كله؟ هو فاكرني أرنبة، اتغظت من كلمته قوي وقلت له إن شاء الله ربنا يستر، وأنا حاسة إن الطريق طويييييييييل قوي وقلت في نفسي: هي المسافة بعدت ولا إيه؟ واسترسل جدو في الكلام عن أولاده السمكري والبواب والفران واللي مش بيشتغل وبناته اللي جوزهم كلهم قبل ما الواحدة تكمل 15 سنة، فقلت له: ازاي بقي؟
قال لي: أيوه يا مدام ما أنا كنت باجوزهم لقرايبهم في البلد.. بناتي متربيين وواخدين ع العز ومش وش بهدلة..
قلت: طبعا وااااااضح،
وأخيرا وصلنا.. فتحت شنطتي.. طبعا المشوار بخمسة جنيه وأحيانا بادفع أربعة ما أنا خلاص اتعلمت إني ازاي أتعامل معاهم "فن التفاوض" فملاقيتش معايا فكة، وكانت معايا مية جنيه (100جنيه مصري فقط لا غير) وبصراحة كنا آخر الشهر.. المهم جدو السواق شاف المية جنيه واستموت عليها.. يا نهار أبيض، وقال لي أبوس إيد حضرتك أنا عاوز أجيب علاج ومراتي كمان عيانة، ونبرة صوته اختلفت واتمسكن ع الآخر، ومع إني عارفة إنه بينصب عليّ ومش باحب أصلا سياسة الاستجداء دي، إلا إنه صعب عليّ فقلت له طيب ممكن نقسمها بالنص عشان احنا آخر الشهر فأخذ في المشوار (50 جنيها) وقال لي بامتعاض: كده؟ طيب مش مشكلة ربنا بقي يرزقنا بالباقي..
وطبعا ركبت في اليوم ده أغلى تاكسي في حياتي كلها، ودفعت خمسين جنيه في مشوار بأربعة جنيه، وممكن يوصل لخمسة جنيه في أصعب الظروف.. شكلي كده هاستلف بقية الشهر من أصحابي.